الصوفية عقيدة مركبة مختلطة من دين
الهندوس واليونان و
المجوس ، فمن أين أخذوا فكرة القطب الأعظم؟ لقد أخذوها من الفلسفة، و
الفلاسفة اليونان الذين يجعلون العقل الكلي أو العقل الأول هو العقل الفعال، وبعضهم يجعل العقول عشرة، فالعقل الفعال هو الذي يدير الكون، فهم لا يعترفون بالله، لا يقولون: إن الله سبحانه وتعالى حق كما نعتقد نحن في الله، الذي يدير الكون هي العقول العشرة، العقل الأول ثم الثاني ثم الثالث... إلى العاشر، وعن طريق العاشر يدار هذا الكون، والله في نظرهم علة لوجود الكون، وليس هو خالقاً له كما يعتقد المسلمون.ما الذي فعله
الصوفية ؟ أحلوا محل العقل القطب، أو محل العقول جعلوا الأقطاب، ثم جاءت الأعداد مقابل مثلاً ما يوجد في بني إسرائيل اثنا عشر نقيباً، قالوا: نقول أيضاً: النقباء، والأبدال: كلمة نقلت عن السلف جاءت من الحديث السابق، فجعلوا أيضاً الأبدال، وذكروا البقية النجباء.. إلى آخره؛ ولذلك تكلفوا في العدد فيقولون: على عدد أهل
بدر ، وهؤلاء على عدد العشرة، وهؤلاء على عدد نقباء بني إسرائيل، وهؤلاء على عدد كذا.. فهم تكلفوا أن يقيسوهم على شيء مما هو حق وثابت ومعلوم في الدين.إذاً: هذه الفرية والبدعة الكبرى التي ابتدعوها ليس لها أصل في دين الإسلام، وإنما جعلوا الأولياء فئة أو طبقة معينة من الناس، طبقة خرافية خيالية افتراضية توهموها لا حقيقة لها، وهم فقط الموصوفون بالولاية، بغض النظر عن درجاتهم أو رتبهم، فهؤلاء هم الأولياء عندهم، أما بقية المسلمين المؤمنين فليس لهم ذكر عندهم، أو لا يعدون من الأولياء عندهم.ثم بعد ذلك إذا مات العبد الصالح ممن يزعمون أنه ولي اتخذوا قبره مسجداً وعظموه وبنوا عليه، واستغاثوا به من دون الله .. وهكذا، ويظنون أن هذا مقتضى كونه ولياً، فإذا أُنكر عليهم هذا الشرك، قالوا: هذا ولي من أولياء الله، وإذا قيل لهم: لماذا تبنون هذا المسجد على القبر؟ قالوا: هذا ضريح ولي من أولياء الله، فأصبحت الولاية -بناء على هذا المفهوم- هي الذريعة التي توصلوا بها إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله، وغلب ذلك على سائر أنحاء العالم الإسلامي.ومن أعظم الأدلة على كذبهم اختلافهم الشديد في الأولياء وأفضلهم، فكل طائفة تفضل وليها أو شيخ طريقتها، فلو قلت
للقادرية : من أفضل الشيوخ؟ لقالوا: الشيخ
عبد القادر الجيلاني، وليس عندهم في هذا شك، ولو قلت
للشاذلية : من أفضل الأولياء؟ لقالوا:
أبو الحسن الشاذلي ، ولو قلت
للرفاعية : من أفضل الأولياء؟ لقالوا: الشيخ
أحمد الرفاعي ، ولو قلت لأتباع
البدوي : من أفضل الأولياء؟ لقالوا: السيد
البدوي ، ولو قلت
للمهدية من أفضل الأولياء؟ قالوا: السيد
المهدي، وهكذا
التيجانية لقالوا لك: الشيخ
التيجاني ، و
النقشبندية يقولون: الشيخ
شاه نقشبند ، إلى آخر الطرق الكثيرة جداً التي تعد بالمئات وليس بالعشرات، وكل طريقة تدعي أن شيخها هو القطب الأعظم، وهو الغوث الأكبر والعياذ بالله، وهو أفضل الأولياء قاطبة.ومن هنا بنوا ما بنوا كما يزعمون، فمثلاً:
الشاذلية يقولون: إن ميزة
الشاذلي أنه يأخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة، فيأتيه النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً، ويخاطبه ويكلمه ويعلمه، فكل إنسان له شيخ وله إسناد متصل إلا شيخنا -كما يزعمون- فإنه يأخذ مباشرة..! وهكذا.و
المهدية التي ظهرت في
السودان كان يدعي
المهدي أن
الخضر عليه السلام يأتيه مباشرة ويعلمه ويلقنه الدعوة، وهكذا كل طائفة، و
التيجاني جاء بأشنع من هذا، وهكذا كل طائفة منهم تدعي أنها تتلقى العلم مباشرة، حتى إن بعضهم ادعى أن الله تعالى خاطبه وكلمه، وقال له: يا عبدي فلان! افعل كذا، كما يذكرون من مخاطبة
عبد القادر الجيلاني وأن الله تعالى كلمه، و
الشاذلي قال له: يا رب لم سميتني بـ
الشاذلي ولست بشاذلي؟ قال الله له: ما سميتك بالشاذلي أنت الشاذ لي. يعني: هكذا يفترون والعياذ بالله، لا نستطيع أن نأتي على أوهامهم كلها، وإن شاء الله تعالى نفصل ما يحتاج إلى تفصيل فيما بعد، والمقصود أننا نعلم كيف حصروا مفهوم الولاية بهذه الفئة المعينة المخصوصة، وما يترتب على ذلك من الشركيات والضلالات والخرافات والبدع، نسأل الله العفو والعافية.